عباد الله: التكاليف الشرعية والواجبات الدينية من أوامرَ ونواهٍ ومستحبات ومكروهات، نعمة من الخالق مسداة، ومنَّة من الله مهداة، فهي حاجات تتطلبها النفس البشرية، وضروريات تستوجبها الحياة الدنيوية، ليبقى المسلم مستقر الحال، مطمئن القلب، متوازن الرغبات (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد:28]؛ ولذا جاءت الإشارة إلى هذا الدين، والإشادةُ بالشريعة، وسط عِقْد النعم التي يذكِّر الله بها عباده في سورة الأعلى فقال -سبحانه-: (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى)[الأعلى:8].
عباد الله: دين الله -تعالى- يُسْر، موافق للحاجات، مُلَبٍّ للرغبات، فهذه الصلاة وتلك الزكاة، وذلك الصيام وسائر أعمال الجَنان، من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وتصديق باليوم الآخر واعتقاد بالقدر خيره وشره وجميعُ الأوامر والنواهي، هي حاجات نفسية، ومطلب خَلْقي، تتغذّى بها الروح، وتحيا بها النفوس، وتطيب بها الحياة، كحاجة الجسد للأكل والشرب.