في هذا النبأ وفي هذا الخبر العظيم عظة بالغة وعبرة بليغة يجب على كل مسلم ومسلمة
أن يعيها، وأن يتنبه لها، وأن لا يغتر مغتر بكثرة صلاة، أو كثرة صيام، أو تعدد طاعات؛
فإن مثل هذه الأعمال قد تذهب إلى غيره، وتدخل في موازين حسنات الآخرين إذا كان
يتعرض لهم في هذه الحياة بأنواع الأذى.يها المؤمنون: إن من يستطيل على الناس ويتعدى
عليهم ويتناولهم بأنواع الأذى؛ فلا تسلم أعراضهم من لسانه غيبةً ونميمةً واستهزاء، ولا يسلَمون
منه في تعاملاتهم غشاً وخيانةً وتدليسا، ولا يسلَمون منه في أنفسهم وأبدانهم تعدِّياً وضرباً وإيذاء،
ولا يسلَمون منه في أموالهم نهباً واختلاساً واستلابا؛ فمن كانت هذه حاله -عباد الله- فقد احتمل
بهتاناً عظيما وإثماً كبيرا وإن كان من أهل الطاعات وأنواع العبادات، وقد قال الله -تعالى-:
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب :58].