وآثارُ الذنوبِ المنكراتِ في الأرض لا نهايةَ لها؛ يُنْزِلُ الله على عبادِه بعضَ آثارِها المؤلمةِ؛ لعلهم
يَرْعَوون، لعلهم يؤُوبون، لعلهم يتذكرون، لعلهم يُصلِحونَ ما فَسَدَ مِن أحوالِهم ولربِهم يرجعون
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
[الروم:41].وتلك حقيقةٌ لا يرتابُ فيها مؤمنٌ، ولا يُجادلُ فيها إلا المُفتَرون، تَنْزِلُ بالمجتمعاتِ
المصائبُ؛ فيراها المؤمنُ من الله نذارةً حَلَّت بسببِ ما اقترفه الناسُ من آثام، وأما مَن في قلوبِهم
مرضٌ؛ فهم عن الآياتِ النُّذُرِ مُعْرِضُونَ (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)
[المؤمنون: 76].