الحمد لله رب العالمينَ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه الطاهرين أجمعين، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آلِ سيدِنا محمد، كما صليتَ على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.
أيها المصلون: نذكركم بالاحتفال الذي ستُقيمه دائرة الأوقاف الإسلاميَّة غدًا السبت في المسجد الأقصى المبارَك الساعة الحادية عشرة قبل الظُّهر، في هذا المسجد المبارَك.
أيها المصلون، أيها المرابطون، أيتها المرابطات، وكلنا مرابطون: أتناول في هذه الخطبة ثلاث رسائل وبإيجاز: الرسالة الأولى: بشأن التعليم في مدينة القدس، نعم التعليم الذي انشغلنا عنه، وما أدراكَ ما التعليم؛ إنَّه حديث الساعة؛ لأن سلطات الاحتلال تستهدف هُويَّة الجيل الصاعد، وتستهدف فِكرَه وعقيدتَه؛ وذلك لتُدخِلَها بالمناهج المدرسيَّة؛ لنقول: إن المناهج المدرسيَّة في شعوب العالَم تُعبِّر عن معتقَداتهم وعاداتهم وتاريخهم وحضارتهم، فَمِنْ حقِّ كلِّ شعبٍ أن يضَع المنهاجَ الذي يُناسِبه وينسجم مع هُويته وتاريخه، ولا بد من التأكيد أيضًا أن قوانين العالَم تعطي الحقَّ لولي الأمر أن يختار المناهج الدراسيَّة لابنه أو ابنته، وله الحق أن يُلزِم المدرسةَ بذلك؛ لذا نقول لأولياء أمور الطلاب في مدينة القدس: إنَّه من حقكم أن تتمسكوا بالمناهج العربيَّة التي تتم وأنتم ساهرون عليها، وهذه مسؤوليتكم في أن تفكروا جيِّدًا بمستقبل أولادكم، ونؤكد لكم أيضًا أن هذه المناهج هي التي تؤهل أولادكم للدراسة في الجامعات الفلسطينية، وأخيرًا وليس آخرًا: فإن القرار في موضوع المناهج الدراسيَّة منوط بكم أيها الأولياء، أولياء أمور الطلاب، فاتقوا الله بأبنائكم وبناتكم. اللهم هل بلغتُ؟ اللهم فاشهد.