أنّ المسلم مطلوب منه في هـذه الحياة من باب الإحسان إلى نفسه، والرّحمة بها، والرِّفق بها،
وإبعادها عن مواطن سخط الرّبّ -جلّ وعلا- وغضبه أن يُراعي الإحسان في أعماله وأقواله
وأفعاله ونيّاته، فيكون في ذلك محسنًا؛ يُحسن في عباداته وطاعاته وقُرُباته، ويَحرص على
إتمامها وإكمالها، فإنّ إحسان العبد في طاعة الله هو في الحقيقة إحسانٌ إلى النّفس، ورحمةً بها ورفقا.
وكذلك -عبَاد الله- تجنُّب الإنسان للمعاصي والآثام وبُعْده عن كلّ ما يسخط الرّبّ -جل وعلا-،
كل ذلكم داخل في باب الإحسان، وفي الحديث يقول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: “مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ
تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ“، وفي هـذا أنّ تجنّب المعاصي والبعد عن الآثام؛ كل ذلكم من باب الإحسان؛ فمن
يقع في المعصية ويقارف الذّنب هو في الحقيقة مسيء لنفسه وليس بمحسن.