وكل عام ينقضي يُبعِد عن الدنيا والدُّور، ويُقرِّب من الآخرة والقبور، ويُبعِد عن التمتُّع بالأهل والأولاد والأموال، ويُقرِّب من الانفراد بالأعمال؛ (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الْجُمُعَةِ: 8].
معاشرَ المسلمينَ: حقٌّ على مَنْ أراد الخيرَ لنفسه الوقفةُ الصادقةُ مع النفس محاسبةً ومساءلةً، فوالله لتموتُنَّ كما تنامون، ولتُبعثُنَّ كما تستيقظون، ولتُجزَوُنَّ بما كنتم تعملون، فجنة للمطيعين، ونار للعاصين؛ (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[فُصِّلَتْ: 40]
عبادَ اللهِ: إنَّ الزمانَ وتقلُّباتِه أنصحُ المؤدِّبينَ، وإنَّ الدهرَ بقوارعِه أفصحُ المتكلِّمينَ، فانتبِهوا -رحمكم الله- بإيقاظه، واعتبِروا بألفاظه، كما ورَد في الأثر: "أربعةٌ من الشقاء: جمودُ العينِ، وقسوةُ القلبِ، وطولُ الأملِ، والحرصُ على الدنيا" أخرجه البزار.