{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْر
َ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون }
[الحج/77].
فما أحرانا أن نتعرض في هذه الأيام المعدودات لنفحات رحمة ربنا
وفيض جوده وسعة إحسانه، وهذه عباد الله بَعْض القواعد والمعالم
والوصايا المتعلقة بفعل الخير في هذا الموسم العظيم عسى الله أن ينفع بها.
أولًا:
ليكن الخير همك الدائم، وشغلك الشغال بأن تنويه وتعزم عَلَى فعله،
فإن يسره الله لك وأعانك عَلَى أدائه فقد تحقق أجر ما فيه رغبت
وإليه سعيت، وإن لم تتمكن من فعله وحيل بين العمل والنية فلك أجر ما نويت.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه يومًا: أوصني يا أبتي، فقال:
يا بني انو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير، وهذه وصية
عظيمة وفاعلها ثوابه دائم مستمر لدوامها واستمرارها، فإذا أحسن العبد القصد
ولم تتهيأ له أسباب العمل فإنه يؤجر على تلك النية وإن لم يعمل، فمن
هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعلمها
كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إِلَى سبعمائة ضعف إِلَى
أضعاف كثيرة، هذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.