وَفِيهَا رَدٌّ عَلَى الْمُفْتَرِينَ عَلَيْهِ بِنِسْبَةِ الْوَلَدِ إِلَيْهِ، أَوِ الْمَثِيلِ وَالشَّبِيهِ وَالْمَكَافِئِ -تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا-؛ إِنَّهَا سُورَةُ الإِخْلاَصِ الَّتِي جَاءَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا مَا أَخْبَرَ بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ)(رواه الترمذي، وحسنه الألباني) أَيْ أَنَّ اللهَ الَّذِي تَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ وَتَسْأَلُونَ عَنْهُ، مُتَوَحِّدٌ بِجَلاَلِهِ وَعَظَمَتِهِ، كَامِلٌ فِي صِفَاتِهِ؛ افْتَقَرَتْ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَتَوَجَّهَتْ إِلَيْهِ فِي كُلِّ الْحَاجَاتِ، وَلاَذَتْ بِجَنَابِهِ الْخَلاَئِقُ بِالرَّخَاءِ وَالأَزَمَاتِ؛ فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَامِلٌ فِي عِلْمِهِ وَحِلْمِهِ، كَامِلٌ فِي عِزَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ؛ تَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ عَنِ الأَشْبَاهِ وَالأَنْدَادِ، وَالصَّاحِبَةِ وَالأَوْلاَدِ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: 11].