الحمد لله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الْأَنْفَالِ: 27].
صلِّ يا ربِّ على النبي أحمد، شفيعنا في اللقاء في غد، القائل: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لها، إلا حرَّم اللهُ عليه الجنةَ"، صدقتَ سيدي يا رسول الله، لقد علَّمَنا -صلى الله عليه وسلم- فنَّ التفقد، وأرسَى قواعدَه للراشدينَ، لقد نصره الله بالرعب مسيرة شهر؛ في تبوك، تعداد المسلمين آنذاك ثلاثون ألفًا، ما غاب أحد منهم عن ناظريه -صلى الله عليه وسلم-، يتفقَّدهم، يتفقَّد طعامهم، ونومهم، وأمنهم؛ أين فلان بن فلان؟ أين كعب بن مالك؟ لم تغفل عينه عن أي فرد من أفراد رعيته، لم يترك أحدًا يضيع، لم يترك أحدا ليُؤسَر.