معاشِرَ المؤمنينَ الكِرام: اقْتَضتْ حِكْمَةُ اللهُ -تبارك وتَعالى-، أنَّ دَوامَ الحَالِ مِنْ المحالِ،
وأنَّ حَياةَ العبدِ لا بدَّ أن تتقلَّبَ بين شِدَّةٍ ورَخاءٍ، وعُسْرٍ ويُسْرٍ، وفَرحٍ وحُزنٍ، ورَاحَةٍ وتَعبٍ،
وصِحَةٍ ومَرضٍ، وغِنىً وفَقْرٍ، قالَ الشاعِرُ الحكِيم:
ثَمانِيةٌ تَجرِي على النَّاسِ كُلِّهِمْ *** ولا بُدَّ للإنسَانِ يَلقَى الثَّمَانِيَة
سُرورٌ وهَمٌ واجتِمَاعٌ وفُرْقَةٌ *** وعُسْرٌ ويُسْرٌ ثمَّ سُقْمٌ وعَافِية
وكُلُّ ذلك تمحيصٌ لإيمانِ الناس، قال -تعالى-: (ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ *
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:1-3]، ويَقُولُ -جلَّ وعلا-
: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الأنبياء:35].