وقالُوا: ليس الوقتُ مِن ذهب، بل هو أغلَى مِن الذهب، وأغلَى مِن
كل جوهَرٍ نَفيسٍ .
الوقتُ هو الحياةُ، وهو العُمرُ، والإنسانُ يفدِي عُمرَه بكل غالٍ وثَمينٍ.
وقالت الحُكماء: مَن أمضَى يومًا مِن عُمره في غير حقٍّ قضَاه، أو
فرضٍ أدَّاه، أو مجدٍ أصَّلَه، أو فعلٍ حميدٍ حصَّلَه، أو علمٍ اقتَبَسَه فقد
ظلَمَ نفسَه، وعقَّ يومَه، وخانَ عُمرَه .
وإنَّ توزيعَ فرائض الإسلام على الأوقاتِ يُؤكِّدُ ضرورةَ حفظِ الدَّقائِق
والساعات مع حركة الكَون ودوران الفلَك.
وقد نُقِلَ عن بعضِ السَّلَف أنه كان يُسمِّي الصلوات الخمس ميزان اليوم ،
ويوم الجمعة ميزان الأسبُوع ، وشهرَ رمضان ميزان العام ،
والحجَّ ميزان العُمر ، كلُّ ذلك مُحاسبةٌ دقيقة، وتنبيهٌ حصِيفٌ؛
ليسلَمَ له يومُه، وأسبُوعُه، وعامُه، وعُمرُه.
ومِن المُؤسِف المُهلِك أن ترَى مَن لا يُبالِي في إضاعة وقتِه سُدًى،
بل إنَّهم يسطُون على أوقاتِ الآخرين ليُقطِّعُوها باللَّهو الباطِل، والأمور المُحقَّرَة.