ويَبدأُ حَياتَهُ الزَّوجيةَ بالدُّعاءِ، رَجاءَ البَركةَ والتَّوفيقَ والبَقاءَ، قَالَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: "إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فلِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا ولْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ"، وإن صَلَيَّا رَكعتينِ وهِيَ خَلفَهُ كَما أَوصى بِذلكَ الصَّحابةُ -رَضِيَ اللهُ عَنهم- فَهو نورٌ عَلى نُورٍ، ثُمَّ يُوصيها بِطاعةِ اللهِ -تَعَالى-، ويَحثُّها على صِلةِ أهلِهِ وأهلِها، ويَذكرُ لَها ما يُحبُّ وما يَكرهُ.
وإذا أردتَ أن تُحافظَ في بيتِكَ على السَّعادةِ والاستقرارِ، فاجعلْ فِيهِ نَصيباً وافراً من القُرآنِ والأذكارِ، وتَخلَّصْ فِيهِ مِن قَنواتِ الفِسقِ والأشرارِ، فالبيتُ الذي يُذكرُ فيهِ اللهُ لا يَكونُ للشَّياطينِ فِيهِ قَرارٌ.
أيَّها الزَّوجُ: وأنتَ في أيَّامِكَ الأولى السَّعيدةِ، لا تَنسَ مَسئوليَتَكَ الكُبرى الجَديدةَ، يَقولُ تَعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)؛ فلا بُدَّ لِكُلِّ بَيتٍ يَنشِدُ الاستقرارَ والسُّرورَ، مِن قَائدٍ وَاحدٍ يَستَلمُ زِمامَ الأمورِ، فهَذهِ القِوَامةُ والرِّعايةُ سَتُسألُ عَنها فَهيَ مَقامُ تَكليفٍ لا تَشريفٍ، (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).