عاش رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كلَّ هذه الأحوالِ من غنىً وفقر، وصحةٍ وسُقْم، وضعفٍ وقوة، ولكنّه كان دائمًا منعّمًا بإيمانه، سعيدًا بطاعته، لا تفارق البسمةُ شفاهَه، ولا يَنقُصُ منسوبُ الرضا من قلبه. إن أصابته سراءَ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءَ صبرَ فكان خيرًا له، فحياتُه أكملُ حياة، وعيشُه أحلى عيش؛ فلنا فيه أعظمُ أسوة، وأكملُ قدوة.
عباد الله: لقد بيّن الله -سبحانه- لنا أن الحياةَ الحقيقةَ هي في اتباعِ ما جاء اللهُ به ورسولُه من الوحي والهدى فيقول –سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)[الأنفال:24].