ومن مظاهر الجفاء -أيها المؤمنون-: الإعراضُ عن سنته الغراء ومحجَتِه البيضاء، وهديه القويم
عليه الصلاة والسلام، والانصرافُ عن ذلك بانشغالٍ بآراءٍ وأهواءٍ، ونحوِ ذلك من أمورٍ صرفت
الناس عن سنة النبي -الكريم عليه الصلاة والسلام-، وهديه القويم.ومن ذلكم -أيها المؤمنون-:
عدم تعظيم أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتلقى أحاديثُه صلى الله عليه وسلم المنِيفَة،
وكلماتُه الشريفَة في بعض المجالس فلا يكون لها هيبة، ولا يُرفع لها رأس، ولا تُعرَف لها مكانة،
بل إنها تمر كأحاديث غيره عليه الصلاة والسلام، بل ويُعترض عليها بـ "لِم، ولكن، وكيف.."،
ونحو ذلِكم من الاعتراضات، فأين التعظيم لهذا الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-؟! وأين
المعرفة بقدره صلى الله عليه وسلم؟! إذا كان حديثه صلى الله عليه وسلم يكون شأنه عند الناس
كأحاديث غيره صلوات الله وسلامه عليه، وقد قال الله -تعالى-:
(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم: 3-4].