وَقَدْ أَمَرَنَا -سُبْحَانَهُ- بِالاِستِجَابَةِ لِمَا يَدْعُونَا إِلَيهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-؛ فَقَالَ:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)[الأنفال: 24], وَقَدْ بَيَّنَ
القُرْآنُ الكَرِيمُ أَنَّ طَاعَةَ الرَّسُولِ -صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- هِيَ فِي الحَقِيقَةِ طَاعَةٌ للهِ -تَعَالَى-
؛ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)[النساء: 80].
هَذِهِ الأَوَامِرُ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- تُسَمَّى بِالسُّنَّةِ النَبَوَيِّةِ، وَهِيَ وَحْيٌ مِنَ اللهِ -تَعَالَى-؛
(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم: 3، 4]، وَهِيَ كَذَلِكَ حِكْمَةٌ مُنْزَلَةٌ مِنَ اللهِ
-تَعَالَى-؛ (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ)[البقرة: 231]
، وقال -تعالى- ممتنًّا على نساء النبي بقوله: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)
[الأحزاب: 34]، وَجَاءَ فِي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -
صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ“.