(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الحديد: 21]،فاغتنام هذه الفرص -يا معاشر
العباد- هو مطلب الكمَّل من عباد الله، وأما من لا يدرك قيمة الحياة فإنه يضيَّع فرصة الشباب وفرصة
القوة وفرصة الصحة والغنى، فيضيُّعها في غير الطاعة، بل يمضيها في الإهمال والإضاعة، روى ابن
أبي شيبة في مصنفه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: “قَامَ حُذَيْفَةُ بن اليمان بِالْمَدَائِنِ فَخَطَبَ الناس
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)[القمر: 1] ثم قال: “أَلَا إِنَّ السَّاعَةَ قَدِ
اقْتَرَبَتْ، وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِالْفِرَاقِ، أَلَّا وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمُ، وَإِنَّ السِّبَاقَ
غَدًا“ أي يوم القيامة “وَإِنَّ السَّابِقَ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ“.