بدأ الإسلامُ في مكة من فئة ٍقليلةٍ مُستضعَفَة عانَت ألوانَ البطشِ والإيذاء،
وفي غضُونِ سنواتٍ دخلَ الإسلامُ جزيرةَ العربِ كلَّها، وتشكَّل جيلٌ حملَ رسالةَ الإسلام،
ونشرها في السهولِ والمِهاد، والجبالِ والوِهاد، فانتشر صدَاه، واتَّسَع مدَاه،
ودخَلَت فيه الأممُ أفواجًا بسرعةٍ لم يُعرف لها نظيرٌ في التاريخ،
وهذا من أعظم المعجزات، وتصديقٌ لوَعدِ الله بأن المُستقبَلَ لهذا الدين ينتشرُ الإسلام؛
لأنه الدينُ الذي ارتضَاه الله تعالى للناس ِكافَّة، وتكفَّلَ - سبحانه - بحفظهِ ونشرِه.
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( ليبلُغنَّ هذا الأمرُ مبلغَ الليل والنهار،
ولا يترك اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخلَه الله هذا الدينَ، بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ،
يُعِزُّ بعزِّ الله في الإسلام، ويُذِلُّ به في الكفر )