فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين“.
حتى إذا وصل الجيش الإسلامي مدينة خيبر، حاصرها وجعل يفتحها حصنًا حصنًا،
ثم كان من أمر فتح خيبر ما كان، في أيام مليئة بالحوادث المثيرة، يضيق الوقت
عن الوقوف معها واستقصائها، وإنما سنقترب من حدثين فيهما عبرة، وأي عبرة.
أولاهما: هو لعبد أسود حبشي، كان يرعى غنماً لرجل من يهود خيبر، هذا الراعي
لا يعرف رسمه، ولم تذكر لنا كتب التاريخ اسمه، غير مؤثر ولا صاحب قرار،
لا يعنيه شأن السياسة، ولا هو من أصحاب التجارة، وإنما مبلغ سعيه غنيمات يسوسها ويرعى شأنها.
سأل هذا الرجل بعض اليهود عن تخندقهم وجمعهم للسلاح؟ قالوا: “نقاتل الذي يزعم
أنه نبي”، لم يزيدوا عن هذه الكلمة، لكنها كلمة وقعت وفعلت في نفس هذا الحبشي.