إنَّ مَن استقرأَ سيرةَ النبيِّ الكريم وجَدَ دعوتَه إلى السِّلم والسلام والاحتِكام
إليهما ظاهرةً جليلةً في حياتِه قبل البِعثة وبعدَها؛ فقد كان مع أُولى سِنِيِّ عُمره
يسعَى في إحلال السلام بمُجتمعه، بالمُشارَكة في فضائلِ الأخلاق، والإصلاح
بين الناسِ، ونُصرة المظلُوم، فشارَكَ - صلى الله عليه وسلم –
في حِلفِ الفُضُول، وقال:
( لقد شهِدتُ في دارِ عبد الله بن جُدعان حِلفًا ما أحِبُّ أنَّ لِي به حُمرَ
النَّعَم، ولو أُدعَى به في الإسلام لأجَبتُ )
رواه البيهقي في "السنن الكبرى".
وأما بعد البِعثة فكانت رسالَتُه رأفةً ورحمةً، وسِلمًا وسلامًا، يدعُو
ويَمِيلُ إليهما،
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
[الأنبياء: 107].