إن الفرحَ بالله - سبحانه -، وبكل ما يُرضِيه - عزَّ وجل - مِن الأقوال
والأعمال عبادةٌ عظيمةٌ لطالَما غفَلَ كثيرٌ مِن الوُعَّاظ والمُصلِحِين عن
إرشادِ الناسِ إليها وتذكيرِهم بها؛ فهي عبادةٌ منسِيَّة، مع أن فيها شِفاءَ الأرواح
مِن آفاتِها، ودواءَ القُلوبِ مِن أحزانِها، وبلسمَ النُّفوسِ مِن
هُمُومِها وآلامِها، وتُنشِّطُ الجسدَ وتُقوِّيه، وتُخلِّصُه مِن آفاتِ الملَلِ والفتُور.
يقولُ ابنُ القيِّم - رحمه الله -:
مِن أعظم مقامات الإيمان: الفرحُ بالله والسُّرورُ به، فيفرحُ به إذ هو
عبدُه ومُحِبُّه، ويفرحُ به - سبحانه - ربًّا وإلهًا ومُنعِمًا ومُربِّيًا أشدُّ مِن
فرح العبدِ بسيِّده المخلُوق .