وقديمًا خطَّط ابنُ السوداء - يهوديٌّ خبيثٌ من صنعاء:
عبدُ الله بن سبأ - خطَّط ضد الخلافة الراشدة، والجماعة المُسلمة.
فاستغالَ بعضَ الغوغاء، واستخفَّ بعضَ الدَّهماء، وأشعل الفتنةَ في صدورهم،
فحشدَ وجمعَ وألَّب، حتى خرجَ في جمعٍ خبيثٍ إلى بلد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم
يُهدِّدون ويتوعَّدون أميرَ المؤمنين الخليفةَ الراشد، والكريمَ المُجاهد، الصادق البارّ،
شهيد الدار: عُثمان بن عفان - رضي الله عنه وأرضاه -،
الذي جهَّز جيشَ العُسرة، حتى ما يفقِدون خِطامًا ولا عِقالاً، وجاء بألف دينارٍ في كُمِّه،
فنثرَها في حجر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -،
وجعلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقلِّبُها ويقول:
( ما ضرَّ عُثمان ما عمِل بعد اليوم )
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( من يحفِر بئر رومةَ وله الجنة ؟ )
فحفرَها عُثمان، وجعلَها سِقايةً لابن السبيل وتوسِعةً للمُسلمين، إلى غير ذلك من مناقِبه.
عُثمان - رضي الله عنه - يُحاصَر في داره، ويُمنعُ من الصلاة في مِحرابه،
ويتمالؤُ القوم عليه، فيقتُلونه والمُصحف بين يديه.
فما أخبثَ الخوارِج في كل عصر! وما أشدَّ فتنتهم ومِحنتَهم على الإسلام وأهلِه!
يقولُ حسانُ بن ثابت - رضي الله عنه - يرثِي عُثمان - رضي الله عنه - ويبكي،
ويهجُو قاتِليه :
أتركتُم غزوَ الدروبِ وجِئتُمُ
لقتالِ قــومٍ عند قبــــــر محمدِ
فلبئسَ هديُ الصالحين هُديتُمُ
ولبئسَ فعلُ الجاهلِ المُتعـــمِّدِ
فكأن أصحابَ النبي عشيَّـــةً
بُدنٌ تُنحَّرُ عند بابِ المسجدِ