قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ].الاستِبشارُ والتفاؤُلُ من مبادِئ الإسلام، وسِماتِ المُسلمين في
كل الأحوال،قال الله تعالى على لسانِ نبيِّه إبراهيم - عليه السلام -:
{ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }[ الحجر: 56 ].
هذا الاستِبشار يُولِّدُ الطاقةَ، ويُحفِّزُ الهِمَم، ويدفعُ إلى العمل، ويصنعُ المُستقبَل.
وكلَّما تأجَّجَت مآسِي المُسلمين في بعضِ بِقاع الأرض تأكَّدت الحاجةُ
لاستِحضار البشائِر، وهذا هديُ رسولِ الأمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
فكم قلَبَ بتفاؤُلِه المِحنَةَ مِنحَة، وأيقظَ الأمَلَ في جوفِ الألَم.
ومن أعظَم دواعِي الفرح وأسبابِ البِشارة في حياةِ المُؤمن:
انتِشارُ دينُ ربِّ العالمين، واهتِداءُ غيرِ المُسلمين بالإسلام.
الانتشارُ السريع من خصائصِ الإسلامِ الثابِتة، التي تنبُعُ من ذاتِه
على مرِّ العصورِ والأزمان، مهما قلَّ أتباعُه، أو تساهَلَ أنصارُه، أو قسَا أعداؤُه.
بدأ الإسلامُ في مكة من فئة ٍقليلةٍ مُستضعَفَة عانَت ألوانَ البطشِ والإيذاء،
وفي غضُونِ سنواتٍ دخلَ الإسلامُ جزيرةَ العربِ كلَّها، وتشكَّل جيلٌ حملَ رسالةَ الإسلام،
ونشرها في السهولِ والمِهاد، والجبالِ والوِهاد، فانتشر صدَاه، واتَّسَع مدَاه،
ودخَلَت فيه الأممُ أفواجًا بسرعةٍ لم يُعرف لها نظيرٌ في التاريخ،
وهذا من أعظم المعجزات، وتصديقٌ لوَعدِ الله بأن المُستقبَلَ لهذا الدين ينتشرُ الإسلام؛
لأنه الدينُ الذي ارتضَاه الله تعالى للناس ِكافَّة، وتكفَّلَ - سبحانه - بحفظهِ ونشرِه.
قال - صلى الله عليه وسلم -
ليبلُغنَّ هذا الأمرُ مبلغَ الليل والنهار،
ولا يترك اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخلَه الله هذا الدينَ، بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ،
يُعِزُّ بعزِّ الله في الإسلام، ويُذِلُّ به في الكفر )