هذا وإن مِن أعظم هذه الأصول الجامِعة المانِعة:
أصلًا عظيمًا يجتمِعُ تحتَه ما تفرَّق، وينتَظِمُ في سِلكِه ما تشعَّب،
ألا وهو: المُروءةُ .. وما أدراكُم ما المُروءة؟!
إنها منبَعُ الخيرات، ومُلتَقَى الآداب، وعِمادُ الحياة الشريفة الحُرَّة،
وجِماعُ المحاسِنِ والكمالاتِ، وأساسُ الإنسانية، وكمالُ الرجولية.
بها يتفاضَلُ الرجالُ والنساءُ، حتى عُدَّ ألفٌ بواحدٍ، والناسُ
كمعادنِ الذهبِ والفضَّة، وكإبلٍ مائةٍ لا تكادُ تجِدُ فيها راحِلةً
إلا مَن كمَّلَ نفسَه بأخلاق المروءة التي تُحِبُّها النفوسُ الكِبارُ،
ويَهِيمُ بها العُظماءُ والنُّبلاءُ، ويرتفِعُ بها العبدُ في قلوبِ الناسِ
وإن كان أقلَّ منهم مالًا وجاهًا.وإذا الفتَى جمَعَ المُروءةَ والتُّقَى
وحوَى مع الأدبِ الحياءَ فقد كمُل