كلٌّ يسعَى في هذه الحياة لمنافعِه، وإصلاحِ أموره ومطالبِ معاشِه؛
فمنهم من يُصلِح دينَه مع إصلاحِ دُنياه، وهؤلاء الذين آتاهم الله
في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، ووقاهم عذابَ النار.
ومنهم من يسعَى للدنيا، ويُضيِّعُ نصيبَه في الآخرة، وأولئك الذين يتمتَّعُون
ويأكلُون كما تأكلُ الأنعامُ، والنارُ مثوًى لهم.
وكلُّ همٍّ وعملٍ له أجَلٌ ينتهِي إليه، قال الله تعالى:
{ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى }
[النجم: 42].
فسُبحان الربِّ الذي جعلَ في كل قلبٍ شُغلًا، وأودعَ في كل قلبٍ همًّا،
وخلقَ لكل أحدٍ إرادةً وعزمًا، يفعَلُ إذا شاءَ وأرادَ، ويترُكُ إذا شاء،
وإرادةُ الله - تبارك وتعالى - ومشيئتُه فوقَ كل إرادةٍ ومشيئةٍ،
قال الله تعالى:
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[التكوير: 29].
فما شاءَ الله كان، وما لم يشَأ لم يكُن.
والموتُ غايةُ كل مخلُوقٍ على الأرض، والموتُ نهايةُ كل حيٍّ في هذه
الدنيا، وقد كتَبَه الله تعالى حتى على الملائكة جبريل، وميكائيل،
وإسرافيل - عليهم الصلاة والسلام -، وملَكُ الموت يمُوتُ، قال الله تعالى:
{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }
[الرحمن: 26، 27].