يقول أحد الصالحين: "خالطتُ الناسَ خمسينَ سنةً، فما وجدتُ رجلًا غفَر لي ذنبًا، ولا وصلني إذا قطعتُه، ولا ستَر عليَّ عورةً، ولا أَمِنْتُه إذا غَضِبَ، فالاشتغال بهؤلاء حُمقٌ كبيرٌ يا عبادَ اللهِ، مَنْ بذَل نفسَه لهواه، وشغل عمره بمناه، استعبَدَه هواه، واسترقَّه مُناه، بئس القومُ قومٌ يمشي المؤمنُ فيهم بالتقية والكتمان، بئس القوم قوم يستحلون المحرماتِ بالشبهات، بئس القوم قوم لا يقومون لله بالعدل والقسط، بئس القوم قوم يعمل فيهم بالمعاصي فلا يغيرون.
عبادَ اللهِ: ثلاثة لعنهم الله: رجل رغب عن والديه، ورجل سعى بين رجل وامرأة يفرق بينهما ثم يخلف عليها من بعده، ورجل سعى بين المؤمنين بالأحاديث الكاذبة؛ ليتباغضوا ويتحاسدوا، إذا السيوف قد عريت، والدماء قد سفكت، فاعلموا أن حكم الله قد ضيع، فانتقم الله لبعضهم من بعض، وإذا رأيت أيها المسلم الوباء قد فشا فاعلم أن الربا قد فشا، وإذا رأيت المطر قد حبس فاعلم أن الزكاة قد حسبت، فمنع الناسُ ما عندهم، ومنع الله ما عنده، يأتي على الناس زمان ترفع فيه الأمانة، وتنزع فيه الرحمة، وتكثر فيه المسألة.