وفي الختام أقول: إن مدينة القدس ستبقى خالدة بذكرى الإسراء والمعراج، وسيبقى عطر سيد البشريَّة فوَّاحًا من رُباها الطيبة، وآثار معراجه إلى السماوات العلا؛ حيث سدرة المنتهى باقية على صخرتها المشرَّفة، فمكانتها عظيمة في القلوب والأرواح، وستبقى مدينة القدس مفتاح الحرب والسلام، وعلى العقلاء من الناس أن يدركوا ذلك تمامًا، وستشرق شمسها من جديد، وستبدد ظلمة ليلها عمَّا قريب، بمشيئة الله -تعالى-، وما ذلك على الله بعزيز؛ (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)[الرُّومِ: 4-5].
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعل بفضلك كلمتي الحق والدين، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرًا فوفقه يا ربَّ العالمينَ، ومن أراد بهم سوءًا فخذه أخذ عزيز مقتدر، إنهم لا يعجزونك يا عزيز يا جبار، اللهم يا منزل الشفاء، ورافع البلاء، ومجيب الدعاء، وناصر المظلومين، ارفع عَنَّا وعن أمتنا وشعوبنا البلاء والشدائد والحصار، وكيد الأعداء، ومكرهم، وانصرنا عليهم، واحفظ بلادنا ومقدساتنا، ومساجدنا، وأهلنا في كل مكان، من كل مكروه وسوء، واجعل مدينة القدس مدينة أمن وسلام، وآمن أهلها في بيوتهم، وارفع عنهم الحصار والاعتداءات المتكررة، واجعلهم من المرابطين الصامدين الصابرين، وأنزل عليهم وعلى الأمة جمعاء الطمأنينة والسكينة، واحفظ المسجد الأقصى من كل سوء، وأبعد عنه كيد المعتدين، ودنس المدنسين، واجعل أفئدة من الناس تهوي إليه؛ ليبقى عامرًا بالركع السجود، واجعل هذا البلد آمِنًا مطمئنًّا، سخاء رخاء، دار عدل وإحسان، وسائرَ بلاد المسلمين.