وآخَرُ يتمنَّى الرجوعَ ليقدِّمَ صدقةً لله -عز وجل-، وفي التنزيل العزيز: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)[الْمُنَافِقُونَ: 10]، يقول الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "إنَّ غايةَ أمنيةِ الموتى في قبورهم حياةُ ساعةٍ يَستدرِكُونَ بها ما فاتهم من توبةٍ، وعملٍ صالحٍ، وأهلُ الدنيا يُفرِّطون في حياتهم وتذهب أعمارُهم في الغفلة ضياعًا، ومنهم مَنْ يُقطِّعُها في المعاصي" عياذًا بالله.
أيها المسلمون: وهناك أموات تَجري عليهم أجورهم وهم في قبورهم، ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "إذا مات الإنسانُ انقَطَع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو عِلْمٍ يُنتَفَع به بعدَه، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له"(رواه مسلم)، "ومَنْ سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها، وأجرُ مَنْ عَمِلَ بها إلى يوم القيامة، ومَنْ سَنَّ في الإسلام سنةً سيئةً فعليها وزرُها ووزرُ مَنْ عَمِلَ بها إلى يوم القيامة"(رواه مسلم من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-).