عِباد الله: وهناك تشريعاتٌ حَكِيمَةٌ جاءت مُفَصَّلَةٌ ومُبيَّنَةٌ؛ للمحافظة على أَنْفُسِ الناس وأطرافِهم من الاعتداء عليها، فجَعَلتْ عِقابَ مَنْ يَقْتُلُ نفسَه مُتعمِّداً، بأنْ ينال عقاباً شديداً في الآخِرة؛ وهو أنْ يُعِيدَ قتلَ نفسِه في النار بنفس الطريقة؛ إمعانًا في تعذيبه، وتشديدًا في عقابه، كما جَعَلتْ جزاءَ مَنْ قَتَلَ غيرَه بغيرِ وَجْهِ حَقٍّ مُتَعَمِّدًا في أعلى درجات الجَزاء؛ وهو القَتْل، وجَعَلتْ لِوَلِيِّ المقتولِ حَقَّ العَفْوِ بدون مُقابِل، أو على بَدَلٍ من المال، ورَتَّبَتْ على قَتْلِ الخَطَأِ بعضَ العُقوباتِ التي تَجْعلُ الإنسانَ يُراعِي في تَصَرُّفاتِه وأفعالِه الحِكْمَةَ واليَقَظَةَ، ويترفَّعَ عن التَّساهُلِ وعَدَمِ الحِيطَة؛ حتى لا يُؤدِّي إهمالُه إلى إتلافِ نُفوسِ الناس أو أعضائِهم. وهذه التَّشريعاتُ ضَمِنَتْ – بِشَكْلٍ مُباشِرٍ - حِفْظَ النَّفْس من الهلاك