عباد الله: ومباشرة الأسباب المشروعة خاصة ما ورد الشرع بذكره تحديداً نافع في قضاء الحاجة؛ كما قال تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)[الملك: 15]، والمؤمن حين يباشر الأسباب في قضاء حاجته إنما هو يلتمس فرج الله الذي أودعه في هذه الأسباب، لا أن الأسباب نافعة بذاتها، ومثل هذا لا يمكن لجراثيم اليأس أن تقرب من قلبه فضلاً عن أن تتملكه.
وإن كان أحد من الناس قد جعله الله سبباً لقضاء حاجته فهو كغيره من الأسباب غير أنه يُراعى معه أمور ثلاثة: الأول: الاقتصار على قدر الحاجة، كما أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "إن المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه، فمن شاء كدح وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان، أو شيئا لا يجد منه بدا"(رواه النسائي وصححه الألباني).
والثاني: عدم الإلحاح إلا إن كان ما يطلبه حقاً له؛ فإن لصاحب الحق مقالاً، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تلحفوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا، فتخرج له مسألته مني شيئا، وأنا له كاره، فيبارك له فيما أعطيته"(رواه مسلم)