عبادَ الله: إنَّ شكرَ اللهِ والثناءَ عليه لفظٌ يلهجُ به العبدُ الشاكرُ في صلاتِهِ ودعائِهِ وفي سائِرِ يومِه، وهو كذلكَ طاعاتٌ يتقرَّبُ بها إلى اللهِ مستشعرًا عظيمَ ما امتنَّ اللهُ به عليه.
وشُكرُ الله أيضًا تقوى يحذر به عقابَ الله حين يكفرُ بنعمتِه فيبذلَ صِحَّتَه ويستهلِكَ قوَّتَهُ ويَصرِفَ مالَهُ فيما يُغضبُ اللهَ ويُسخِطُهُ من المعاصي والآثام.
إن شُكرَ اللهِ شعورٌ وجدانيٌّ يستشعرُهُ المؤمنُ اللبيبُ ويُكثرُ من تأمُّلِهِ فيما أسبغَ اللهُ عليه من النِّعم، ثمَّ ينظرُ لمن هو دونَه من هؤلاءِ البشرِ الذين أَلِفُوا صوتَ المنبهاتِ المتكررِ في المستشفى، أو أولئك الذين شَبِعُوا من الجوعِ الذي يَعصِرُ أمعاءَهم عصرًا، وتكيَّفوا مع الخوفِ حيَن لا يأمنُ الإنسانُ على نفسِه وهو داخلَ بيتِه.
أولئك الذين غاية أمانيهم: طمأنينةٌ مريحةٌ، أو نومةٌ ساكنةٌ، أو خُبزةٌ لينة.