عبادَ اللهِ: لا لذةَ للحياة، ولا طِيبَ للعيش إلا بانشراح الصدر، وراحة النفس؛ بأن يتَّسِع وينفسح ويستنير بنور الإيمان ويحيا بضوء اليقين بالله -عز وجل-، وهذا مطلبٌ من مطالب الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وهو علَامة سعادة العبد وهدايته، وأنَّ اللهَ قد هداهُ ومنَّ عليه بالتوفيق وسلوك أقوم الطريق؛ قال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)[الْأَنْعَامِ: 125]، وتلا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا- قوله -تعالى-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)[الْأَنْعَامِ: 125]، فقال رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا-: "إنَّ النورَ إذا دخَل الصدرَ انفسَح"، فيقل: يا رسول الله، هل لذلك مِنْ عِلْم يُعرَف؟ قال: "نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله"(رواه الحاكم)؛ فالهُدَى والتوحيدُ من أعظم أسباب شرح الصدور، وبدونهما قد يجد المرءُ راحةً نفسيةً في مبدأ من المبادئ، وتلك راحة مؤقَّتة، وانشراح خادع، لا يلبث إلا أن ينقلب حسرةً وضِيقًا، وأمَّا الشركُ والضلالُ فمن أعظم أسباب ضيق الصدر.