أيها المصلون، يا أبناء فلسطين المباركة المقدسة: إن معجزة الإسراء والمعراج، قد ربطت مدينة القدس بمكة المكرمة، وبالمدينة المنورة، ورفعت منزلة القدس أيضًا، حيث هي بوابة الأرض إلى السماء، وبوابة السماء إلى الأرض، وفي سمائها شُرعت الصلاةُ التي هي ركن من أركان الإسلام، وعليه، نؤكد للعالم أجمع، وللقاصي والداني، بأنَّ قرار الله رب العالمين، غير خاضع للمساوَمة، ولا للتفاوض عليه، ولا للتنازل عن شبر منه، وأن أرض فلسطين أمانة في أعناق كل المسلمين؛ فهي أمانة الأجيال تلو الأجيال، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أيها المصلون، يا أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وأبي عبيدة وخالد: البشارة الثانية: فتح بيت المقدس على يد الخليفة العادل، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث تمَّ فتحُ بيت المقدس فتحًا سياسيًّا سِلميًّا، وأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد دخَلَها مشيًا على الأقدام، وأصدَر وثيقتَه المشهورةَ بالعُهدة العُمَريَّة، وأن التمسك بها هو حفاظ على أرض فلسطين، وأن الصحابي الجليل بلال بن رباح -رضي الله عنه- هو أول مَنْ رفَع الأذانَ في جنبات المسجد الأقصى، وهو نداء "الله أكبر"، وسيبقى مجلجِلًا -بإذن الله-، ورعايته في سماء القدس، بل في سماء فلسطين، مِنْ على مآذن الأقصى ومحارب مساجد فلسطين من البحر إلى النهر.