فما أسعدَ من فَسَحَ اللهُ له في الأجل، ووفّقَه لصالحِ العمل! فهم فينا الخيرُ والبركةُ والبهجةُ والأمل، يقولُ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: "خيرُكم من طالَ عمرُه وحَسُنَ عملُه", وقالَ: "البركةُ مع أكابرِكم", وهنيئًا لمن ضمّتْ بيوتُهم من كبارِ السّنّ من يبعثُ فيها السّعادةَ والسّرور؛ فهم نورُ عيونِنا, وتاجُ رؤوسِنا, وبركةُ عيشِنا, وأُنْسُ مجالسِنا, وبهجةُ حياتِنا، فما أجملَ محيّاهم, وما أعذبَ حديثَهم, وما أصدقَ ابتسامتَهم, وما أصفى مشاعرَهم!.
فللهِ تلكَ الأرواحُ الطّاهرةُ, والقلوبُ الطيّبةُ, والصّدورُ السليمةُ, والوجوهُ المسفرةُ, والجباهُ النيّرةُ, والأنفاسُ العاطرةُ, والألسنةُ الذّاكرةُ, والنّفوسُ التقيّةُ, والفِطَرُ النقيّةُ، وللهِ بيوتٌ بهم عامرة، ومجالسُ بهم حافلة، يتوافدُ الجميعُ إليهم، ويلتفُّونَ حولَهم ويجلسونَ بين يديهم، يُحبّهم الصّغار، ويألفُهم الكبار، ويستنيرُ الشّبابُ بما لديهم من حِكَمٍ وتجارِبَ غِزَار.