وعَلِمَ أن كلًّا من عند الله، وأنه رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ، ورُبَّ مِنَحٍ في طياتِ
مِحَنٍ، ومَنْ سَخِطَ فيها فله السخطُ والخيبةُ في الحال والمآل، فإنَّ من
علامات التوفيق في المحن الخروجَ منها بحالٍ أحسنَ مِنَ التي قبلَها،
من الإيمان بالله، والوعي والإدراك والاتعاظ، وإن مِنْ تلكم الابتلاءات
-عبادَ اللهِ- ما حلَّ بعالَمنا اليومَ من هذه الجائحة الصحية، التي جرحت
بمخالبها جسدَ العالَم أجمع، فكان لها خلالَ عامين متتاليين انعكاساتٌ
سلبيةٌ في الصحة والاقتصاد، والتعليم وسَير الحياة العامّ، لقد أربكت تلكم
الجائحة العالَم بأَسْره، على ما فيه من قوة ومنَعة وتمكين.
وإننا إبَّان ترقُّب أفولها -بإذن أرحم الراحمين- لَينبغي لنا ألَّا نَهِن بعد
الجهود التي بُذلت في رفعها، وألَّا نستخفَّ بمتحوِّراتها المتجدِّدة، التي
تُباغِت العالَمَ حينًا تلوَ آخَرَ، بل يجب علينا أن نستصحب
فيها التوكلَ على الله مع فعل الأسباب؛