نكمل ُالقصة: "فقالوا: يا رسول الله ذَهَبَ أهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأمْوالِ بالدَّرَجاتِ العُلا،
والنَّعِيمِ المُقِيمِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كما نَصُومُ، ولَهُمْ فَضْلٌ مِن أمْوالٍ
يَحُجُّونَ بها، ويَعْتَمِرُونَ، ويُجاهِدُونَ، ويَتَصَدَّقُونَ!".هذه هي شكواهم، إنهم لا
يشكون إخوانَهم الأغنياءَ أن استأثروا بالأموالِ دونَهم، أو ضاقت نفوسُهم أن
سبقوهم إلى متاعِ الدنيا وزينتِها، بل كانت همومٌ علويةٌ سماوية، آمالُهم وطمو
حاتُهم، والقضيةُ التي جعلوها نصبَ أعينِهم تتمثلُ في قول ربهم:
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ)
[الحديد: 21].مشكلتُهم أن إخوانَهم الأغنياءَ لهم عدةٌ للسباقِ لا
يملِكونها هم، فخافوا أن يسبقوهم إلى الجنان ويكونوا هم في ركبِ المتأخرين.