فأولها: فقد عمدوا إلى المكر بالأسرة، وتقليل دور الأم، في أمومتها؛
لتحقر من كونها ربة منزل، وأنسوها أنها مدرسة، إن صلحت
صلحت الأمة، وأنسَوْها أنها تُخرِّج الأبطال، النساء الخالدات،
اللواتي يزرعن العزيمة والشجاعة في أولادهن منذ نشأتهم، مكروا
بنا وأنسونا ذلك، وأنفقوا في ذلك أموالا طائلة، تحت عناوين المكر
من جمعيات وقوانين واتفاقيات، بل وازداد مكرهم بالأسرة، فأرهَقوا
ربَّ الأسرة بالالتزامات المالية العالية، مما يجعله ينهي عملًا ليبدأ
عملًا أساسيًّا آخر؛ ليفقد الأولادُ والأطفالُ الرعايةَ والتربيةَ والتوجيهَ،
فينشأ جيل فيه ضَعف، ضَعف في الثوابت، وضَعف في التلاحم الأسري،
باحثًا عن اللهو، حيث يقضي هذا الجيل معظم وقته إما وراء الشاشات،
أو في أماكن لا تمت للتربية بصلة، وأنشأوا لذلك مقاهي ونوادي بتراخيص
قانونية؛ ليُكثروا بذلك حشودًا لا تربو عند الله، ولا ندري كم تخرَّج من الأجيال
التي تُتقِن الغناءَ، وتعشق الاختلاطَ واللهوَ؟ ولا يُلدَغ المؤمنُ من جحر واحد مرتين.