فبعدَ قوةِ الحديدِ والنَّارِ في استعمارِ بلادِ المسلمينَ، والتي لا تزيدُ المسلمينَ إلا إيماناً
وتضحيةً في سبيلِ الدِّفاعِ عن الوطنِ والدِّينِ، جاءتْ القوةُ الناعمةُ والتي هي أخطرُ
وأعظمُ في استعمارِ عقولِ المسلمينَ، واسمعوا إلى ما يقولُه زويمر، وهو من أكبرِ
المستشرقينَ والمبشرينَ في زَمانِه: "يَهدفُ الغَربُ من خِلالِ عملياتِ الغزوِّ الفكريِّ
إلي إخراجِ أجيالٍ مُسلمةٍ تَكونُ هي طَليعةُ الفَتحِ الاستعماريِّ في المَمالكِ الإسلاميةِ"؟
وهذا يعني باختصارٍ أنهم يطمعونَ في أن يكونَ الاستعمارُ الجديدُ على أيدي شَبابٍ
مُسلمٍ تربَّى على إسلامٍ يُناسبُ الغربَ، يفصلُ الدِّينَ عن الدُّنيا، ولا يعرفُ ولاءً لمؤمنٍ
ولا براءً من كافرٍ، مشغولٌ بالتَّفاهاتِ، منغمسٌ في الشَّهواتِ، ليسَ له عزةٌ إسلاميةٌ،
ولا هويةٌ وطنيةٌ، وإنما هي الليبراليةُ العلمانيةُ.