لذلك فإن الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- كثيرة في وجوب بر الوالدين
وتحريم عقوقهما, والأم حقها أعظم من الأب, ولن يستطيع الأبناء والبنات أن يعيدوا حق الأم مهما
اجتهدوا في برها, فلها ثلاثة أرباع الحق؛ حيث سأل سائل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:
من أحق الناس بحسن صحابتي؟, قال: "أمك", قال: ثم من؟, قال: "أمك", قال: ثم من؟,
قال: "أمك", قال: ثم من؟, قال: "أبوك"(رواه مسلم).
لكن هل يعني هذا أن يقصر الأولاد في حق الآباء, ليس هذا صحيحاً؛ فإن الأب سبب في
وجود الأبناء والبنات في الحياة, الأب شمس الحياة, ومبعث الاستقرار, والأب ملاذ الأولاد
بعد الله, والأب سبب في الإنفاق والرعاية منذ الطفولة, ويعلم الأب الأبناء قسوة الحياة حتى
يبني الأبناء أنفسهم ويواجهوا مصاعب الحياة, وبالتالي يتعلمون الصبر ومواجهة الحياة.