يبيِّن فيه رسولنا الأكرم -صلى الله عليه وسلم-، ميزان العبء والخسارة، في الدنيا وفي الآخرة
، يبين فيه الرابح الحقيقي، والخاسر الحقيقي؛ إذ تبادَر للصحابة -رضوان الله عليهم-، والرسول
-عليه الصلاة والسلام- يوجه لهم هذا السؤال: "أتدون من المفلس؟"؛ ليتبادر للأذهان مقياسُ الإفلاس
في الحياة الدنيا؛ ليكون الجواب: "المفلِس مَنْ لا يملك المال، ولا يملك المتاع، ولا يملك زهرة الدنيا
وزينتها"، نعم هذا مقياس المفلس في الحياة الدنيا، ولكنَّ الرسولَ الأكرمَ -صلى الله عليه وسلم-،
يوجِّه الناسَ إلى أبعد من هذا الميزان، وإلى أبعد من هذا المعيار، فمقياس النجاح الحقيقي، والإفلاس
الحقيقي مقياسهما أن يخسر في الآخرة، أن يكون مفلسا يوم يلقى الله -سبحانه وتعالى- ولا شيء
معه من متاع الدنيا؛ فالمال والولد والجاه والسلطان وكل مظاهر القوة والمتعة في الدنيا قد زالت
في اليوم الآخِر، ولم يبق له إلا الحسنات التي فعلها في حياته الدنيا،