وبعد هذه الآيات في سورة الأعراف وما جاء فيها مِن ذِكْرِ قِصَّةِ آدَمَ وما لَقِيَهُ مِن وسْوَسَةِ
الشَّيْطانِ، جاء النداء للناس (يَا بَنِي آدَمَ) مرتين، قيل: والحكمة في ذلك: أنَّ شَأْنَ الذُّرِّيَّةِ
أنْ تَثْأرَ لِآبائِها، وتُعادِيَ عَدُوَّهم، وتَحْتَرِسَ مِنَ الوُقُوعِ في شَرَكِهِ، (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ
وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ)[الأعراف 27].عباد الله: حذَّرنا الحق -سبحانه- من الشيطان
فقال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
[فاطر: 5]، قال ابن كثير: "والغرور الشيطان". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ. "أَيْ: لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ".