(فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)[المائدة:52]، فلا تغضب، ولا تنزعج، ولا تتشاءم فكل لحظة ألم، وكل أزمة لا بد أن تنفرج بتوفيق الله، وكل خسارة لا بد أن تُعوّض إذا توكّلت على الله؛ فالدنيا حافلة بالأمل والألم، وبالمكسب والخسارة، وبالفرح والغضب، ليس هناك سعادة دائمة، وليس هناك شقاء مستمر، ونصوص القرآن تضمنت (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح:5]، و(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)[الطلاق:7].
إلى كل من يضايقه البلاء والوباء والغلاء ويقهره كيد الأعداء، بشّر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، وبشّر القحط بماء زلال يُلاحقه في أعماق الرمال، والفقير بمال يزيل عنه الإملاق، فارحل بقلبك إذا الهم برك، واشرح صدرك عند ضيق المعترك، ولا تأسف على ما مضى ومن هلك، واعلم أنه لا يدوم شيء مع دوران الفلك، وعسى أن تكون الشدة أرفق بك، والمصيبة خيرًا لك، أحسن الظن ربربك فهو القائل: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".