وإن أعظمَ ما تُتقى به الفتنة: تقوى الله -جل وعلا-، لما وقعت بعضُ الفتنةِ في زمن التابعين
أتى قومٌ إلى طلقِ ابنِ حبيب -رحمهُ الله- وقالوا: لقد وقعت الفتنة فبمَ نتقيها؟ قال: اتقوها بالتقوى،
قالوا: أجمِل لنا التقوى؟ قال: تقوى الله عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاءَ ثواب الله، وتركٌ
لمعصيةِ الله على نورٍ من الله خِيفةَ عذابِ الله.أيها المؤمنون: وإن من أعظمِ ما يتأكدُ في هذا المقام
-مقامِ الفتن- وطريقةِ التعامُلِ معها: أن يتبصرَ المسلم في العواقب، وأن لا يخطوَ خطوةً لا بنفسِه
ولا بغيرِه حتى يطمئن أن ما يخطوهُ في هذا الباب، وفي هذا المقام على القوامِ والسداد؛ وإلا فإن
الخطورةَ في هذا الباب عظيمةَ، والضررَ جسيم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)[الطلاق: 2]،
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطلاق: 4].