كلُّ الفَرَائِضِ أَنزَلَهَا اللهُ -تعالى- على رَسولِهِ إلاَّ الصَّلاةَ، فإنَّهُ -سُبحانَهُ- أصعَدَ رسولَهُ إليها،
فَعَرَجَ بهِ إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، حتى رَفَعَهُ إلى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى, ثُمَّ فَرَضَ عَلَيه خَمْسينَ صَلاَةً
كُلَّ يَوْمٍ وليلَةٍ, فَرَاجعَ رَبَّهُ فَسَأَلَهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِهِ, فهيَ لا تُطيقُ ذَلِكَ؛ فَوَضَعَها اللهُ عَنه عَشْرًا
عَشْرًا, حتى أَمَرَهُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ, وخَمسُونَ في الثَّوابِ والأجرِ, فَلَمَّا جَاوَزَ رَسولُ اللهِ
-صلى الله عليه وسلم- سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى إذْ بِمُنَادٍ يقولُ: “أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي“.
عبادَ اللهِ: أَوَّلُ ما يُحاسَبُ عليهِ العبدُ صَلاتُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ أَوَّلَ مَا
يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّلاةُ، فَإِنْ صَلُحَتْ صَلُحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ“.