فأمَّا الطائِفَةُ الأولى: فَهُمْ شرُّ الطائفتَيْن، وأمْقَتُها عند الله -عز وجل- إذْ كيف يخوضُ المرْءُ
في شرعِ اللهِ وأحكامِه، وهو غيرُ مُتَأَهِّلٍ لذلك، تأملوا قولَ الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ
إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)[الحج:3-4]، قال ابْن كثيرٍ: “وهذا حالُ أهل الْبِدَعِ والضَّلالِ، المعْرِضِينَ
عن الحقِّ، المتَّبِعينَ لِلباطل، يتركونَ ما أنزلَه اللهُ على رسولِه من الحق المبين, ويتَّبِعون
أقوالَ رؤوس الضَّلالَةِ الدعاةِ إلى الْبِدَعِ بالأهواء والآراء, ولهذا قال في شأنهم وأشباههم:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، أي: بغير علم صحيح،
(وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ)؛ أي: مَن اتبعه وقلَّده،
(فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)؛ أي: يضلّه في الدنيا, ويقودُه في الآخرة إلى عذاب السعير،