ولما ذكرَ الله قصصَ كثيرٍ من الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – في سُورة الشعراء،
ختَمَ القصةَ بعد نجاةِ رُسُلِه والمُؤمنين معهم بقولِه تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 190، 191].
قال ابنُ كثيرٍ – رحمه الله -: “إن في ذلك لآيةً؛ أي: في هذه القصة وما فيها من العجائِبِ والنَّصرِ
، والتأييدِ لعبادِ الله المُؤمنين لدلالةٌ وحُجَّةٌ قاطِعةٌ، وحِكمةٌ بالِغةٌ، وإن ربَّك لهُو العزيزُ؛ أي: الذي عزَّ كلَّ شيءٍ
وغلَبَه وقهَرَه، الرحيمُ؛ أي: بخلقِه، فلا يعجَل على مَن عصاه، بل يُنظِرُه ويُؤجِّلُه ثم يأخُذه أخذَ عزيزٍ مُقتَدِر.
وقال سعيدُ بن جُبَير: “الرحيمُ بمَن تابَ إليه وأنابَ“. اهـ.
وفي قولِه تعالى في قصة قومِ لُوطٍ – عليه السلام -: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) [الحجر: 75].
قال قتادةُ: “للمُعتَبِرين”، ذكرَه البغويُّ في “تفسيرِه”