وَحَذَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ الشُحِ فَقَالَ:
“إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ، أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا،
وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا“(رواه أبو داود وصححه الألباني).
معاشرَ الأحبةِ: إنَّ الزكاةَ تُطـَهِرُ صاحبَها من خُبثِ البُخلِ الـمُهلكِ، وطَهارةُ الـمُتصدقِ
بقدرِ بذلِه، وفَرحِهِ بإِخراجِهِ واستبشَارِه بمصرفِهِ للهِ -تعالى-.
والزكاةُ تُحررُ النفسَ من ذُلِ التَعلقِ بالمالِ والخُضوعِ له، ومِن تعاسَةِ العبوديةِ للدينارِ
والدرهمِ, وأيُ تعاسةٍ أعظمُ من أنْ يَجْعَلَ اللهُ الإنسانَ في الأرضِ خَلِيفةً وسَيداً,
فإذا هو يُعَبْدُ نفسَهُ لما جُعِلَ لها مِن المَالِ؟!.
والزكاةُ تدريبٌ على الإنفاقِ والبذلِ؛ فالمسلمُ الذي يتعودُ الإنفاقَ وإخراجَ الزكاةِ لـمَالِهِ
أَياً كَانَ, يصبحُ الإنفاقُ صِفةً أصيلةً من صِفاتِهِ، وخُلقاً عَرِيقاً من أخلاقهِ.
والزكاة ُكذلك مُنَمِيَةٌ لشخصيةِ الغَنيِ وكِيانِهِ المَعنوي؛ فالإنسانُ الذي يُسدِى الخيرَ
ويصنعُ المَعروفَ ويَبْذِلُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ ويَده؛ لِينهضَ بإخوانِهِ في الدينِ وليقومَ بحقِ اللهِ عليه
, يَشعُرُ بامتدادٍ في نفسِهِ وانشراحٍ في صَدرِهِ لا مَثِيلَ لَهُ.