قدْ تبدو هذهِ العجلةُ المذمومةُ في أعمالِ بعضِ الناسِ وتصرُّفاتِهم، فتوجدُ في الحكمِ على الأشخاصِ قبلَ البحثِ والتحرِّي، وفي سُوءِ الظَّنِّ قبلَ التثبُّتِ واليقين، معَ أنَّ المولى سُبحانَهُ وتعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))(6)، ومِنَ الناسِ من يعجلُ في الغضبِ فيستجيبُ لثورةِ النفسِ المؤديةِ إلى الوقوعِ في المحذور؛ فيتصرَّفُ في لسانهِ وفعلهِ قبلَ مراجعةِ قلبهِ وعقلِه؛ فلا يزمُّ نفسهُ ولا يتريّث، بل يَهذي بكلامٍ ويشططُ في أفعالٍ يحتاجُ بعدها إلى اعتذارٍ طويلٍ وتلفيقٍ لافتٍ فيقعُ فيما نَهى عنهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تتكلم بكلامٍ تعتذرُ منهُ غداً)، ومنْ هُنا حثَّ الإسلامُ المؤمنَ على أنْ يُفكّرَ في عواقبِ الكلمةِ قبلَ أنْ ينطقَ بها لسانُه، فلسانُ العاقلِ وراءَ قلبه، وقلبُ الأحمقِ وراءَ لسانِه، ومَنْ نظرَ في العواقبِ سلِمَ مِنَ النوائب، ومنْ أسرعَ الجوابَ أخطأَ الصواب، وقدْ قيل: "إياكَ وما يسبقُ إلى القلوبِ