{ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ
وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }
[ غافر: 83 ]
والقرآنُ يحكي عن قارون قولَه:
{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ القصص: 78 ].
يُؤتِي العلمُ أُكلَه، ويزهُو أثرُه حين يُربَطُ بأصالة الكتاب والسنة في الثقافة
والفِكر والأدب، ولا يُمكِنُ للأمة أن تُثبِت وجودَها،
وتكون لها الرِّيادةُ وموقِعُ الصدارة إذا فقدَت وأهملَت أصالتَها،
أو تناسَت لُغتَها وتاريخَها.
للقرآن أثرٌ لا ينتهي مدَدُه، ولا ينضَبُ فيضُه .. حِكَمٌ وأحكامٌ، نماءٌ وتنمية،
ينقلُ الفردَ والأمةَ إلى الدرجات العُلى في الدنيا والأخرى.
ما اقتربَ منه عبدٌ إلا سمَا وارتقَى، وما هجرَه إنسانٌ إلا شقِيَ وهوَى،
يبنِي الشخصيةَ السوِيَّة، ويرفعُ ذكرَ الأمة، ويدلُّها على منهج الحضارة والسيادَة.
والأمةُ المُدرِكةُ لأهمية قُرآنها وعظيم أثره، تجعلُ له النصيبَ الأوفرَ في مناهِجها،
وتنكبُّ عليه قراءةً وتدبُّرًا وفهمًا.
والعلمُ له أثرٌ على الأخلاق التي هي مِقياسُ رِفعة الأمة،
فالعلمُ وحده بلا تربيةٍ لا يصنعُ جيلاً ناجِحًا؛ فإذا هذَّبَ العلمُ الخُلُق، وقوَّم السُّلوك،
ونقَّى السَريرة، وطهَّر السيرة، فهذا هو العلمُ المأمول، والأثرُ المنشُود.