{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }
[ النصر: 1- 3 ].
إنها حجَّةٌ اجتمع فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم – أمران :
أولُهما: الإشارةُ إلى دنُوِّ أجله، والذي أوضحَه النبي صلى الله عليه وسلم
في حجَّة الوداع، بقوله:
( أيها الناس ! اسمَعوا قولي، فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا )
والأمرُ الآخر: وهو إتمامُ هذا الدين وإكمالُه، فما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أن تُقبضَ روحُه وهو لم يُبلِّغ رسالةَ ربِّه بتمامها، لئلا يكون للناس حُجَّةٌ
بأن الدين ناقِص .
لذلك قال سُفيان الثوريُّ - رحمه الله -:
من ابتدَعَ في الإسلام بدعةً يراها حسنةً، فقد زعمَ أن محمدًا خانَ الرسالة؛
لأن الله يقول:
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
[ المائدة: 3 ]