إنَّ ما يُلاقِيه المرءُ مِن شدائِد وبأساء ومُعاناة، فإنَّها تُنسَى كلُّها؛ فقد جاء
في الحديث:
( يُؤتَى بأشدِّ الناسِ بُؤسًا في الدنيا مِن أهلِ الجنَّة، فيُصبَغَ
صبغةً في الجنة، فيُقال له: يا ابنَ آدم! هل رأيتَ بُؤسًا قطُّ؟ هل مرَّ بك
شدَّةٌ قطُّ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، ما مرَّ بي بُؤسٌ قطُّ، ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ ).
وما يُرَى مِن تسلُّط الأعداء على هذا الدين في بعضِ البُلدان، وحِرصِهم
على نشر باطِلِهم وظُهورِه، فيظنُّون أنَّهم مُنتصِرُون؛ إنَّما ذلك كلّه ليَبتلِيَ
اللهُ أهلَ الإيمان، وحينَها يعلَمُ أهلُ الإيمان أنَّهم على الجادَّة ثابِتُون،
وعلى طريقِ الجنَّة المحفُوفِ بالمكارِهِ سائِرُون،